مهرجان كان: "التظاهرات الفنية لها دور إنساني في مناصرة القضايا العادلة"
موفد فرانس24 إلى كان – مع دخول مهرجان كان مرحلة العد العكسي لإطلاق النسخة الجديدة، احتدت درجة الترقب حول الأعمال المعروضة والمخرجين الذين قد يسرقون الأضواء في هذا الحدث السينمائي العالمي. وخلال هذا التوقيت اهتز المهرجان تحت صدى رسالة مفتوحة لفنانين كبار حول الأوضاع في غزة. وبرأي أحد العاملين في مجال الفن السابع، فهذه المناسبات الفنية تتمتع "بدور إنساني أيضا في مناصرة القضايا العادلة". ريبورتاج.

التشويق والإثارة سيكونان مجددا عنوان نسخة أخرى من مهرجان كان السينمائي الذي يدخل الثلاثاء رسميا دورته 78، ستُعرض فيها لأسبوعين أعمال كبار مخرجين في المسابقات المختلقة بينها المسابقة الرسمية.
الشمس كانت في الموعد هذا الثلاثاء بعد أن تسربت تخوفات للبعض من أن يعكر الطقس أجواء هذا العرس السينمائي العالمي. وتحت أشعتها الربيعية، فضل الكويتي هاشم الغانم التريث لإعطاء رأي في هذه النسخة، واعتبر أنه من "المبكر"، إلا أنه يؤكد أن ما قرأه في الصحافة "يبشر بالخير".
ويضيف الغانم، وهو نائب رئيس مجلس إدارة الشركات السينمائية الكويتية، أن "سوق الفيلم هذه الدورة سيكون جيدا مقارنة مع العام الماضي إذ لم تكن بالجودة المطلوبة. نتمنى أن تحمل هذه الدورة أفلاما نوزعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

"نسخة متميزة"
وتشهد هذه الدورة مشاركة مخرجين كبار تركوا بصمتهم على السينما العالمية بأعمال ستظل خالدة في تاريخ الفن السابع، من أمثال الأخوين البلجيكيين جان بيار ولوك داردين، المخرج الأمريكي ويس أندرسون ومواطنه ريشار لينكلتير. المخرج النرويجي يواكيم تريير وغيرهم، فيما يرى البعض أنه غاب عن هذه النسخة الكثير من نجوم صناع السينما الكبار.
لعرض هذا المحتوى من اليوتيوب من الضروري السماح بجمع نسب المشاهدة وإعلانات اليوتيوب.
يبدو أن إحدى التطبيقات الموجودة في متصفح الإنترنت الذي تستخدمه تمنع تحميل مشغل الفيديو. لتتمكن من مشاهدة هذا المحتوى، يجب عليك إلغاء استخدامه.

في هذا السياق، يتحدث الشاب الإسباني خوان، إذ لا يتفق مع من قد يقلل من القيمة السينمائية لهذه الدورة. ويرى أن "هذه النسخة ستكون بالتأكيد متميزة، بحكم أنها ستُطلع الجمهور على الكثير من المخرجين غير المعروفين في الساحة، وسيسافر بنا صناع السينما إلى عوالم الكثير منا قد يجهلها"، وبالنسبة له "كل دورة لها جماليتها وتفردها".
وتُميز هذه النسخة مشاركة عدد كبير من المخرجين لأول مرة في مسابقات مهرجان كان، بما فيها المسابقة الرسمية التي يتنافس فيها سبعة من هؤلاء لنيل السعفة الذهبية. ويعتبر خوان، الذي حضر إلى كان كموزع للأفلام لحساب إحدى الشركات المختصة، أن المهرجان "منتدى عالمي للسينما وهو الأول من نوعه ولا يمكن أن يضاهيه أي حدث فني آخر" في أي بلد.

المهرجان "ينعش المدينة اقتصاديا وأعطاها إشعاعا عالميا"
جوزيلين من سكان كان. لكنها ليست من "كبار المهتمين" بالسينما، وهذا لا يمنعنها من الحضور لمشاهدة بعض الأفلام، تقول هذه المرأة الستينية بكلمات هادئة، والتي كانت تتفسح على "لاكروزيت" عشية رفع الستار عن النسخة 78، ولتشبع فضولها أيضا حول الأجواء التي تسبق انطلاق المهرجان. "أفضل أن آتي في هذا التوقيت، لأن الثلاثاء سيكون هذا المكان غاصا بالزوار".
ولا تنفي جوزيلين، التي تتجنب الحشود، فضل هذا المهرجان منذ عشرات السنوات اقتصاديا على المدينة والمنطقة عامة. "فهي مناسبة تنتعش فيها أكثر الحركة الاقتصادية، وأعطت لكان إشعاعا عالميا" تحسد عليه.
بدورها، تؤكد كريستين، التي تقطن مدينة كان، أن المهرجان ينعش الحركة التجارية بشكل واضح. "لا يمكن إلا أن أكون سعيدة كأي شخص يسكن هنا، بتنظيم هذا الحدث في كان، فهو يعود بمكاسب اقتصادية عديدة على التجار والسكان أيضا، ويوفر الكثير من فرص الشغل".

"التظاهرات الفنية لها دور إنساني"
وصباح الثلاثاء، أي ساعات قبل إطلاق الدورة 78، نشرت صحيفة ليبيراسيون رسالة مفتوحة وجهها 380 شخصا من كبار صناع السينما، يدينون فيها الصمت الدولي حيال ما وصفوه بـ"إبادة جماعية" في غزة. ووقع الرسالة مخرجون لهم صيت عالمي في الفن السابع بينهم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، الممثل والمخرج الأمريكي ريتشارد غير، المخرج السويدي روبن أستلوند وغيرهم.
"هذا شيء يثلج الصدر، وإن كنا نحن العرب أولى من غيرنا بالقيام بذلك، لكن الكل يعرف الظروف السياسية العربية" يقول هاشم الغانم، قبل أن يضيف: "بالتأكيد أن هذه التظاهرات الفنية أيضا لها دور إنساني في مناصرة القضايا العادلة. وإثارة قضية ما يجري في غزة ومعاناة إخواننا الفلسطينيين وما يتعرضون له، أعتقد أنها كلمة حق يجب أن تقال".

وستكون فلسطين حاضرة في هذه الدورة عبر "كان يا ما كان في غزة" للأخوين طرزان وعراب نصار، والذي من المنتظر أن يحظى بمتابعة واسعة، بسبب الأوضاع في غزة خاصة، والأصوات التي ترتفع هنا وهناك عبر العالم لوقف الحرب في المنطقة. كما أنها تتواجد برواق في المجمع الدولي لضيوف المهرجان.
وبحسب الغانم: "لا يجب أن نضيع أي فرصة في أن ننقل وجهة نظرنا ووجهة نظر إخواننا الفلسطينيين قدر الإمكان، حتى أنه في أحاديثنا الجانبية مع زملائنا من دول أخرى يحصل هذا النقاش يوميا في كان أو في تظاهرات أخرى. وفي كان الكل الموجود هنا والنقاش يحتدم، لكن صاحب الحق دائما هو الأقوى".